Bookmark and Share

الثلاثاء، 26 يناير 2010

نبذة عن حياة البوذا

كي نتعرف علي مذهب الزن ينبغي أن نعرف ما هي البوذية بشكل عام أولا ، ومن ثم نعرض بشكل سريع إلي التاوية ـ رافد زن الآخر فى الصين ـ قبل أن تكتمل فى اليابان .

البوذية :

نبذة عن حياة البوذا

لا يوجد أي دليل علي أن بوذا شخصية تاريخية ، ولكن هذا لا يعنينى حيث أنني أنظر إلي هذا المذهب علي أنه نوع من الشفاء النفسي أو طريقة من طرق العلاج النفسي التي سبرت بعمق مكنونات النفس البشرية ، وطبعا لن يغير من ذلك سواء كانت البداية علي يد شخص تاريخي أو هي تأملات جمعية أخذت تتبلور عبر الزمن وأخترعت لها نموذج أسطوري شخصي فى زمن سابق .

وُلد غواتاما سيد هارتا الذي سيصر البوذا( التي تعني المستيقظ أو من حقق الاستنارة ) علي حدود نيبال لأب هو ملك قبيلة شاكيا ولذلك فمن ألقابه "شاكيا موني " التي تعني حكيم قبيلة شاكيا . وطبعا مثل أي ميلاد لشخص عظيم فلابد لذاكرة الشعوب من أن تنسج أحداثا أسطورية تنبئ بأن ثمة حدثا كونيا يتحقق مع هذا الميلاد ، فتحلم أمه " مايا " بأربعة ملوك يحملون سريرها وهي نائمة فوقه ويضعونها علي قمة جبال الهيمالايا وهناك يأخذنها الملكات الأربع زوجات هؤلاء الملوك ويغسلون جسدها فى نبع ماء صاف وبعد ذلك يأتي فيل أبيض ضخم يدخل رحمها . وعندما يلجأ الملك إلي البراهمة لتفسير الحلم يخبرونه أنه سينجب ولدا إما أن يكون ملكا عظيما أو ـ إذا ترك العالم وتنسك ـ سيصير البوذا . لذلك فإن الأب سيعمل علي شغل إهتمام ابنه سيد هارتا عن طريق إحاطته بكافة أنواع الملذات فى حياة باذخة ومترفة داخل قصر ضخم لا يخرج منه أبدا . سيتزوج فى السادسة عشرة وسينجب ابنا يدعوه راهولا . وفي إحدي جولات الأمير الشاب سيصادف رجلا يعذبه المرض ثم شيخا طاعنا فى السن ثم ميتا يحمله أهله إلي المحرقة ، ثم رجلا حليق الرأس نذر نفسه إلي حياة التنسك والتحرر من عبث الحياة ، و كانت هذه هي البداية التي جذبت إهتمام الأمير اللاهي من حياة الدعة إلي التفكير في متغيرات الحياة : نعم الحياة تحتوي علي الألم والمعاناة ، فأسباب السعادة التي يستند إليها ليست دائمة فالشباب سيذهب يوما ما وتأتي الشيخوخة والمرض ، والموت آت لا مفر . فى التاسعة والعشرين سيترك الأمير الشاب القصر ويقص شعره ويرتدي ثوبا فقيرا ويمضي باحثا عن الحقيقة التي لا تتغير ، وخلال ست سنوات من التنسك الشديد والصرامة الهائلة مع النفس ـ بحيث أشرف علي الهلاك من شدة الهزال ـ أدرك بوذا أن هذا الطريق لن يؤدي به إلي شئ ، وفى النهار الذي سبق الإستنارة تقول الأسطورة أنه سمع مطربة تغني " الوتر المرخي لا يصدر لحنا والوتر كثير الشد ينقطع ولا يصدر لحنا " فعرف أنها رسالة له هو ، أغتسل فى النهر وقبل طبق أرز بالحليب من يد عذراء وأكل فشعر أنه استرد عافيته . هنا تمرد عليه أتباعه الخمسة الذين كانوا يعتبرونه مرشدهم الروحي وتركوه ومضوا . إختار شجرة ضخمة ( شجرة التين المقدسة ) وجلس تحتها وهو يُلزم نفسه بألا يقوم من تحتها أبدا إلا مستنيرا أو يموت .

هناك تعليق واحد: