لم نكن نحلم أن يتحرك الشعب المصري أبدا ويثور علي طغيان وفساد ثلاثين عاما ، ولكن الحلم تحول إلي حقيقة بفضل شباب الفيسبوك العلماني الذي بدأ الثورة ( لا يجب أن ننسي أن الإخوان أعلنوا عدم مشاركتهم فى النزول للشارع يوم 25 يناير ولم ينضموا للثوار إلي يوم 28 بعد سقوط حهاز الشرطة ، وايضا السلفيين معروف أنهم يمنعون الخروج علي الحاكم ولم يظهروا فى ميدان التحرير قبل 28 يناير ) والذي أراد دولة مدنية ديمقراطية ودستور علماني يعيش جميع المواطنين فى ظله سواسية عليهم كل الواجبات ولهم كافة الحقوق دون تفرقة أو تمييز علي أي أساس سواء كان ديني أو عرقي أو جنسي .
بعد موقعة الجمل يوم الأربعاء 2 فبراير تعاظم دور الإخوان فى الثورة حيث أنهم وقفوا بقوة أمام بلطجية النظام وساهموا فى المحافظة علي الميدان ، بعد أن أدركوا أن كارت البلطجية آخر حيلة لجأ إليها النظام ( بعد أن رفضت قيادات الجيش تنفيذ أوامر مبارك بضرب الثوار فى الميدان بطائرات الأف 16 يوم 31 يناير ) أخذوا يحشدون شبابهم من كل المحافظات ويرسلوهم للميدان .
لم يجد مبارك مفرا من التنحي بعد الضغوط الدولية عليه والداخلية من قيادات الجيش الذين أرادوا الحفاظ علي مصالحهم بعد المواجهة مع الشعب ، وطبعا بتنحي مبارك زالت شرعية نائبه عمر سليمان وتسلم المجلس العسكري زمام الأمور لقيادة البلد فترة انتقالية ( لم تحدد بعد بشكل قاطع المدة ) لحين إجراء انتخابات رئاسية .
كوّن الثوار لجنة مكونة من ثلاثة عشر شابا ليتكلموا باسم الثورة وسموا أنفسهم " إئتلاف شباب الثورة " وأغلبهم يفتقد الخبرة السياسية والنضج الكافيين لجعلهم منتبهين لمخططات الإخوان لسرقة الثورة وهو ما حدث بالفعل ( أحد أخطائهم التزامهم " بوعد " أعطوه لرئيس الوزراء سامي شرف بإيقاف المظاهرات المليونية وهو ما فض الميدان من المتظاهرين بعد أن كان يمتلأ عن آخره كل جمعة ) وبالاضافة إلي برائتهم فى التعامل مع الجيش ( كانوا يرددون هتافات "الجيش والشعب إيد واحدة " فى الوقت الذي كان الجيش يسحل المتظاهرين ويعتقلهم ويوقع كشف عذرية علي الفتيات ! )
وطبعا فى ظل تفتت الجماهير وغياب رموز وقادة لهم يتمتعوا بالخبرة السياسية التي تؤهلهم لتمثيل هذه الجماهيرو مطالبة المجلس العسكري بتنفيذ إرادتها ، وجد الأخوان الساحة خالية لهم ليصولوا ويجولوا فيها كما يحلوا لهم وبدعم من رموز الدعوة السلفية الذين لهم شعبية فى الشارع المصري نظرا لإنعدام الثقافة الحقيقية وانحدار مستوي التعليم ، الأمر الذي يعد مؤشر قوي علي إختلاط الدين بالسياسة حيث أن السلفيين كما هو معروف ليسوا ثوريين و يرفضون الخروج علي الحاكم ، وقد كان كل همهم المحافظة علي وجود المادة الثانية فى الدستور وفيما يبدو سيطالبون بتفعيلها مستقبلا .
تعد نتيجة الاستفتاء اختبارا حقيقيا لقوة الأخوان والسلفيين مع فلول الحزب الوطني حيث أنهم القوتين الوحيدتين اللتان أعلنا موافقتهما علي التعديلات الدستورية . معروف أن بقية أحزاب المعارضة الكرتونية رفضت التعديلات فى محاولة منها لركوب موجة الثورة بالتأكيد علي مطالب الثوار بإسقاط دستور 71 وعمل دستور جديد يحجم سلطات رئيس الجمهورية التي تكاد أن تكون مطلقة ( رغم أن "الائتلاف " لم يعلن رفضه للتعديلات إلا قبل الاستفتاء بيومين فقط ! )
نجاح الإخوان والسلفيين فى إختبار قوة تأثيرهما علي الجماهير العريضة جعل المجلس العسكري يتعامل معهم علي أنهم القوة الوحيدة الموجودة علي الساحة : أخرج لهم المعتقلين السياسيين ، وصدّر عبود الزمر إعلاميا لدرجة أنه كان يتكلم بإسم الثورة ويحرض علي القتل علانية فى لقاء تليفزيوني ويشكك فى إنتماء الأقباط لوطنهم مطالبا بعودة فرض الجزية عليهم !، وفى قرار مرتبك أخرج محمد ربيع الظواهري شقيق الرجل الثاني فى تنظيم القاعدة رغم وجود حكم إعدام ضده ، ثم عادوا وألقوا القبض عليه ! ، والآن يدرسون مطالبة الولايات المتحدة بالإفراج عن الإرهابي عمر عبدالرحمن !
ماذا يريد الجيش أن يصدر لنا بتلك القرارات ؟ هل يرسل بذلك رسالة للخارج والداخل معا : لابديل عن الديكتاتورية العسكرية غير دولة دينية متطرفة بدعم وموافقة من الجماهير الجاهلة ؟
ما العمل الآن والإخوان من المتوقع أن يكتسحوا الانتخابات البرلمانية القادمة التي ستقام فى يونيو القادم تلك الفترة القصيرة التي هي غير كافية بالمرة لتشيكل أحزاب قوية تستطيع أن تنافسهم ؟
المخيف أن يحصلوا علي أغلبية الثلثين فى المجلس ومن ثم يشكلوا لجنة تأسيس الدستور الجديد من رجالهم وبالتالي دستور ديني قمعي وطبعا سلطات مطلقة لرئيس الجمهورية ( هذه الجماعية لا تستطيع أن تفكر فى الحكم إلا وذهنها ينصرف إلي الفرد الحاكم وليس المؤسسات ) أي خلق ديكتاتور جديد ربما يكون أسوأ من مبارك .
بعد موقعة الجمل يوم الأربعاء 2 فبراير تعاظم دور الإخوان فى الثورة حيث أنهم وقفوا بقوة أمام بلطجية النظام وساهموا فى المحافظة علي الميدان ، بعد أن أدركوا أن كارت البلطجية آخر حيلة لجأ إليها النظام ( بعد أن رفضت قيادات الجيش تنفيذ أوامر مبارك بضرب الثوار فى الميدان بطائرات الأف 16 يوم 31 يناير ) أخذوا يحشدون شبابهم من كل المحافظات ويرسلوهم للميدان .
لم يجد مبارك مفرا من التنحي بعد الضغوط الدولية عليه والداخلية من قيادات الجيش الذين أرادوا الحفاظ علي مصالحهم بعد المواجهة مع الشعب ، وطبعا بتنحي مبارك زالت شرعية نائبه عمر سليمان وتسلم المجلس العسكري زمام الأمور لقيادة البلد فترة انتقالية ( لم تحدد بعد بشكل قاطع المدة ) لحين إجراء انتخابات رئاسية .
كوّن الثوار لجنة مكونة من ثلاثة عشر شابا ليتكلموا باسم الثورة وسموا أنفسهم " إئتلاف شباب الثورة " وأغلبهم يفتقد الخبرة السياسية والنضج الكافيين لجعلهم منتبهين لمخططات الإخوان لسرقة الثورة وهو ما حدث بالفعل ( أحد أخطائهم التزامهم " بوعد " أعطوه لرئيس الوزراء سامي شرف بإيقاف المظاهرات المليونية وهو ما فض الميدان من المتظاهرين بعد أن كان يمتلأ عن آخره كل جمعة ) وبالاضافة إلي برائتهم فى التعامل مع الجيش ( كانوا يرددون هتافات "الجيش والشعب إيد واحدة " فى الوقت الذي كان الجيش يسحل المتظاهرين ويعتقلهم ويوقع كشف عذرية علي الفتيات ! )
وطبعا فى ظل تفتت الجماهير وغياب رموز وقادة لهم يتمتعوا بالخبرة السياسية التي تؤهلهم لتمثيل هذه الجماهيرو مطالبة المجلس العسكري بتنفيذ إرادتها ، وجد الأخوان الساحة خالية لهم ليصولوا ويجولوا فيها كما يحلوا لهم وبدعم من رموز الدعوة السلفية الذين لهم شعبية فى الشارع المصري نظرا لإنعدام الثقافة الحقيقية وانحدار مستوي التعليم ، الأمر الذي يعد مؤشر قوي علي إختلاط الدين بالسياسة حيث أن السلفيين كما هو معروف ليسوا ثوريين و يرفضون الخروج علي الحاكم ، وقد كان كل همهم المحافظة علي وجود المادة الثانية فى الدستور وفيما يبدو سيطالبون بتفعيلها مستقبلا .
تعد نتيجة الاستفتاء اختبارا حقيقيا لقوة الأخوان والسلفيين مع فلول الحزب الوطني حيث أنهم القوتين الوحيدتين اللتان أعلنا موافقتهما علي التعديلات الدستورية . معروف أن بقية أحزاب المعارضة الكرتونية رفضت التعديلات فى محاولة منها لركوب موجة الثورة بالتأكيد علي مطالب الثوار بإسقاط دستور 71 وعمل دستور جديد يحجم سلطات رئيس الجمهورية التي تكاد أن تكون مطلقة ( رغم أن "الائتلاف " لم يعلن رفضه للتعديلات إلا قبل الاستفتاء بيومين فقط ! )
نجاح الإخوان والسلفيين فى إختبار قوة تأثيرهما علي الجماهير العريضة جعل المجلس العسكري يتعامل معهم علي أنهم القوة الوحيدة الموجودة علي الساحة : أخرج لهم المعتقلين السياسيين ، وصدّر عبود الزمر إعلاميا لدرجة أنه كان يتكلم بإسم الثورة ويحرض علي القتل علانية فى لقاء تليفزيوني ويشكك فى إنتماء الأقباط لوطنهم مطالبا بعودة فرض الجزية عليهم !، وفى قرار مرتبك أخرج محمد ربيع الظواهري شقيق الرجل الثاني فى تنظيم القاعدة رغم وجود حكم إعدام ضده ، ثم عادوا وألقوا القبض عليه ! ، والآن يدرسون مطالبة الولايات المتحدة بالإفراج عن الإرهابي عمر عبدالرحمن !
ماذا يريد الجيش أن يصدر لنا بتلك القرارات ؟ هل يرسل بذلك رسالة للخارج والداخل معا : لابديل عن الديكتاتورية العسكرية غير دولة دينية متطرفة بدعم وموافقة من الجماهير الجاهلة ؟
ما العمل الآن والإخوان من المتوقع أن يكتسحوا الانتخابات البرلمانية القادمة التي ستقام فى يونيو القادم تلك الفترة القصيرة التي هي غير كافية بالمرة لتشيكل أحزاب قوية تستطيع أن تنافسهم ؟
المخيف أن يحصلوا علي أغلبية الثلثين فى المجلس ومن ثم يشكلوا لجنة تأسيس الدستور الجديد من رجالهم وبالتالي دستور ديني قمعي وطبعا سلطات مطلقة لرئيس الجمهورية ( هذه الجماعية لا تستطيع أن تفكر فى الحكم إلا وذهنها ينصرف إلي الفرد الحاكم وليس المؤسسات ) أي خلق ديكتاتور جديد ربما يكون أسوأ من مبارك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق