قراءة فى رواية عزازايل ليوسف زيدان
تدور أحداث الرواية فى القرن الرابع الميلادى ما بين مصر و حتى أنطاكية مرورا بأورشليم من خلال رحلة الراهب المصرى هيبا بحثا عن الحقيقة ! فقد ولد لأب وثنى يعبد الإله الفرعونى خنوم ولكن المسيحين المتعصبين يقومون بقتله وتتزوج إمرأته ـ أم البطل ـ من أحد قتلته . يرحل الإبن من صعيد مصر ( أخميم ) ،بلد العم الذى قام بتربيته على التعاليم المسيحية ، إلى الإسكندرية عاصمة مصر والمدينة الثقافية الكبرى آنذاك ليدرس الطب وينخرط فى الرهبنة يتعرف مصادفة على إمرأة وثنية ، أوكتافيا ، بعد نجاته من حادثة غرق فى بحر الإسكندرية سيجدها بإنتظاره على الشاطئ وكأنها تعرفه من قبل، سيعيش معها ثلاثة أيام مخفيا عليها حقيقة كونه راهب مسيحى فقد وجدها تشمئز من المسيحين وسيعرف منها أنها صلت للأله بوسيدون إله البحر من لمدة سنتين أن يهبها إياه بناء على نبوءة آخر عرافة لمعبد سيرابيس قبل أن يهدمه المسيحيين سيعترف لأوكتافيا بحقيقة كونه راهبا مسيحيا وعلى إثر ذلك ستطرده من بيتها بإزدراء عنيف خلال تسكعه بالمدينة العظمى يسمع منادى يعلم الناس بموعد الدرس الإسبوعى لفيلسوفة الزمان هيباتيا فى المسرح الكبير فيذهب يحضر الدرس ويقع فى أسر إعجابه بالفيلسوفة وعلمها الغزير وبعد إنخراطه لمدة ثلاث سنوات مع رهبان الأسكندرية سيتركهم هاربا فى اليوم الذى سيقتلون فيه هيباتيا حيث أنه لم يستطع أن يغيثها رغم طلبها ذلك منه فيرحل مشمئزا من أفعال عوام المسيحيين وشاعرا بالذنب إلى أورشليم يحج إلى كنيسة القيامة ويتعرف هناك إلى نسطور أسقف القسطنطينية المتسامح الذى ستصير بينهم علاقة مودة وينصحه بالإقامة فى دير للرهبان السريان يقع فى الطريق إلى أنطاكية وهناك سيأتيه صوت داخلى يأمره بتدوين جميع شكوكه وهواجسه وسنعرف أن هذا هو عزازيل أحد أسماء الشيطان فيبدأ هيبا ( نصف اسم هيباتيا ، سيسمى به نفسه بعد مقتل الفيلسوفة ) فى الكتابة على رقوق ( مخطوطات ) وقائع حياته كلها . بجانب الكتابة فى الدير فقد زاول نشاط الطب وعالج بعض رهبان الدير وزائريه ، ومن خلال ذلك سيتعرف على مارتا وهى إمرأة شابة مطلقة وتنشأ بينهما علاقة حب يتخللها ممارسة الجنس ولكنها تتركه وترحل وهو فى حالة حمى مابين الحياة والموت ، بعد شفائه يعرف برحيلها إلى حلب لتغنى فى الحانات فلا يبقى أمامه هدف سوى مواصلة الكتابة خصوصا بعد ورود أنباء سيئة من القسطنطينية عن إقامة السكندريين المتعصبين لمجمع مسكونى يعزلون فيه نسطور من منصبه ويحرمونه من الكنيسة بموافقة الإمبراطور وبابا روما يختتم الرواية بجملة غامضة عن قرب رحيله ، ولا نعلم هل هو رحيل من الحياة إلى الموت أم رحيل من الدير ليلحق بمحبوبته مرتا فى حلب ؟ لم يعجبنى فى الرواية سوى الخط الذى جمع ما بين هيبا وأوكتافيا فقد برع الكاتب فى وصف هذه العلاقة الحسية الملتهبة ، عدا ذلك فإن الرواية بأكملها إبتعدت عن الإنسانى فى تفاصيله الصغيرة وأهتمت بصراع أفكار دينية وفرق متناحرة ! وقد حرص الكاتب بشدة على إظهار التاريخ الدموى للكنيسة القبطية وربما يكون هذا من أحد أسباب نجاح الرواية جماهيريا عند عامة المسلمين كذلك السبب الأخر أنها تبرز المسيحية الأريوسية والنسطورية وطبعا معروف أن هاتين الفرقتين يؤمنان بمسيح يشبه إلى حد التطابق المسيح الإسلامى وهذا فى رأيى السبب الرئيسى وراء البوكر العربية !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق