Bookmark and Share

الخميس، 16 سبتمبر 2010

خصوصية الإسلام

بكل تأكيد لن أختلف علي أهمية اختفاء الأديان جميعا ـ وليس الإسلام وحده ـ من عقول الناس وما يتلو ذلك من زوال أي دور اجتماعي أو ثقافي فا عل لها فى الواقع .ولكن للإسلام خصوصية فى هذا السياق بحيث تجعله يحصل علي النصيب الأكبر من هذه الأمنيات ومن جهود عمل أي ملحد أولاديني يمتلك من الرؤية ما يسمح له من إدراك الدور المؤسف الذي يلعبه الاسلام كحجر عثرة فى سبيل الحضارة وفى سبيل تفعيل حقيقي عندنا للقيم الإنسانية التي ترسخت فى الغرب منذ أكثر من قرنين من عقلانية وحرية ومساواة تكفلها ممارسة حقيقية لمفهوم المواطنة وليس مجرد شعارات مكتوبة علي الورق من أجل أن يكتمل ديكور "الديموقراطية " دون أن يكون هناك ما يعزز ذلك علي أرض الواقع .يؤكد هذه الخصوصية التي للإسلام نقطتان غاية فى الأهمية : الأولي تتعلق بطبيعة النص نفسه ( القرآن ) وما يحويه من كثافة عالية جدا عن بقية النصوص الدينية من حث علي العنف ضد المخالف فى العقيدة ويكفي مراجعة سورة التوبة التي يمكن إعتبارها برنامج إبادة شامل لغير المسلمين .وأيضا فى سياق خصوصية النص فالقرآن هو النص الديني الوحيد الذي يقدم نظام حياة اجتماعي وسياسي ولا يريد التنازل عنه . يعني بلغة أخري الاسلام ليس دينا فقط وإنما دين ودولة . وهذه القابلية الموجودة فى النص للتسلط ـ هي ما جعلت مفهوم الحاكمية لله يظهر وغيره من مفاهيم ثيوقراطية جعلت رجل الدين يزيح السياسي تماما ويستولي علي دوره كاملا كما حدث فى ثورة الملالي فى إيران . النقطة الأخري تتعلق بالسياق التاريخي والاجتماعي للمنطقة التي يسيطر عليها الإسلام .دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا . فنحن ثقافيا لانزال نعيش فى العصور الوسطي : لم نشهد نهضة حقيقية تدير ظهرها لما هو ديني وتعانق الدنيوي ، وتكسر سلطة الأعراف والتقاليد العشائرية وتفصل فصلا كاملا بين الدين ونظام الحكم مثلما حدث فى أوربا علي مراحل بعد العصور الوسطي . هذا السبب هو ما جعل المسيحية ـ التي كانت وحشا شرسا كما الاسلام الآن ـ تتخلي مجبرة عن دورها المعيق للحضارة والقيم الإنسانية ، وتقبل مرغمة أيضا ثورة إصلاحية تجعل دور رجال الدين لايخرج عن محيط دور العبادة . وطبعا هذا لم يحدث عندنا فلا نزال نبحث عن "رخصة " عند رجل الدين لكل أفعالنا من أول رؤيتنا للعالم والتفسيرات العلمية ( هناك مهزلة اسمها الإعجاز العلمي !) وحتي طريقة المضاجعة واختيار الملبس ! هذه أمور أراها فى غاية الوضح لذلك أتعجب بشدة حينما يهاجمني صبيان العلمانية ( الهجوم من المسلمين شيء متوقع ولا يُدهش )ورافعو لافتة اللادينية حينما أهاجم الاسلام ! دون أن يسألوا أنفسهم عن الأسباب الحقيقة التي تجعل التربة الإسلامية رافضة حتي الآن لإقامة نظام علماني حقيقي فيما عدا النموذج التركي الذي فرضه أتاتورك بالقوة فى عشرينيات القرن السابق ويتعرض الآن لضربات عنيفة من الإسلاميين هناك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق